Translate

الأحد، 6 يناير 2013

الشورى في الجهاد


دعا عمر، وعثمان، وعليا وطلحة، والزبير، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، وأبا عبيدة بن الجرَّاح ووجوه المهاجرين والأنصار من أهل بدر، وغيرهم، فدخلوا عليه فقال: إنّ الله تبارك وتعالى لا تحصى نعمه ولا تبلغ الأعمال جزاءها، فله الحمد كثيراً على ما اصطنع عندكم من جمع كلمتكم، وأصلح ذات بينكم، وهداكم إلى الإسلام ونفى عنكم الشيطان، فليس يطمع أن تشركوا بالله، ولا أن تتخَّذ إلهاً غيرها، فالعرب أمة واحدة، بنو أب وأمَّ وقد أردت أن ستفزكم إلى الرَّوم بالشَّام، فمن هلك؛ هلك شهيد، وما عند الله خير للأبرار، ومن عاش، عاش مدافعاً عن الدين، مستوجباً على الله عز وجل ثواب المجاهدين، هذا رأيي الذي رأيت، فليشر عليَّ كلُّ امرىءِ بمبلغ رأيه وقد أجمع الصحابة على موافقة الصديق في غزو الروم وإنما تنوعت وجهات نظر بعضهم في كيفية هذا الغزو، فكان رأي عمر إرسال الجيوش تلو الجيوش حتى تتجمع في الشَّام فتكون قّوة كبيرة تستطيع أن تعمد للأعداء وكان رأي عبد الرحمن بن عوف أن يبدأ الغزو بقّوات صغيرة، تغير على أطراف الشام ثم تعود إلى المدينة، حتى إذا تّم إرهاب العدوَّ وإضعافه؛ تبعث الجيوش الكبيرة وقد أخذ أبوبكر برأي عمر في هذا الأمر، واستفاد من رأي عبد الرحمن بن عوف فيما يتعلقَّ بطلب المدد بالجيوش من قبائل العرب وخاصَّة أهل اليمن.
وفي وصيته ليزيد بن أبي سفيان قائد أول جيش أرسل إلى بلاد الشام لفتح دمشق، أشار الصديق إلى أمور مهمة في الجهاد، وأسباب النصر على الأعداء
لما أراد أبوبكر - رضي الله عنه - أن يجهَّز الجنود إلى الشام وقد أوصاه بأهمية الشورى فقال له: وإذا استشرت فاصدق الحديث، تُصدق المشورة، ولا تحزن عن المشير؛ خبرك، فتُوْتي من قبل نفسك فبين الصديق ليزيد بن أبي سفيان، بأن إتقان المشورة أهمُّ من النظر في نتائجها، فإن المستشار وإن كان حصيف الرأي، ثاقب الفكر، فإنَّه لا يستطيع أن يفيد من استشاره حتى ينكشف له أمره بغاية الوضوح، فإذا أخفى المستشير بعض تفاصيل القضيَّة، فإنَّه يكون قد جنى على نفسه، حيث قد يتضرر بهذه المشورة.
وقال الصديق لعمرو بن العاص في وصيته له لما أرسله على رأس جيش لفتح فلسطين ببلاد الشام: .. ولا تدخر عنهم صالح مشورةِ، فربَّ رأي محمود في الحرب، مبارك في عواقب الأمور.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق