بغَضِّ النظر عن الدعاية الرنَّانة للديمقراطية نقول: نعم بكل وضوح أن الديمقراطية لم تحقق العدالة الاجتماعية, ولم تحقق كذلك الحيلولة دون استعباد الأغنياء للفقراء, ولم تلحقهم بالطبقة العليا أصحاب الجاه والنفوذ, بل إنها أصبحت الوجه الآخر للدكتاتورية القديمة, ولكنها تحت ثوب ناعم, أو كالنار تحت الرماد.
كما أنَّ طريقتهم للانتخابات تدل على أن الفقراء والضعفاء لا يزالون كما كانوا في عهود الإقطاع, فهم لا يستطيعون بذل تلك الأموال الضخمة لدعاية الانتخابات وشراء الضمائر بسبب فقرهم, فيبقى المجال مفتوحًا للأغنياء وأصحاب الجاه والمال وحدهم, وليس للفقير إلّا السير في ركاب رؤساء الحزب الذي يؤيده, وقد يغلب هذا الحزب أو ذلك لمجرد الهوى, أو الأغراض النبيلة أو الفاسقة, فالكل قابل لذلك, فيعود نظام الاحتكار والإقطاع في داخل الحزب الواحد, ولكنه لا يسمَّى بتلك التسمية في عهد فن الدعاية.
د. غالب عواجي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق