أن شريعة الإسلام قرّرت الشورى
الإنسانية في أبهى حلة عرفها بني البشر من حيث الشكل والمضمون فقد ركز الدين الإسلامي
علي أهمية الموازنة بين حقوق المواطن السياسية والاقتصادية , وجعل الأمر وسطا , فأكد
على حق الإنسان في الحياة , واعتبر المجتمع مسؤولاً عن توفير الحاجات الضرورية لأفراده
, كما ركز على حرية الإنسان وكرامته , واعتبره مسؤولاً عن أفعاله أمام الله وأمام الشرع
مستهدفاً بذلك حماية النفس والمال والعرض والكرامة الإنسانية بشكل متوازن .
وإن كانت لفظة الحرية لم ترد
في القرآن الكريم ولكن وردت على اشتقاقات متعددة مثل تحرير, كقوله تعالى: " وَمَا
كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَن يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلاَّ خَطَئًا وَمَن قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَئًا
فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ " (النساء , آية: 92) ولفظة محرراً" إِذْ
قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا
فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ " (ال عمران , آية:
35).
ولهذا جاء الإسلام محارباً
كل أشكال التمييز والتفرقة بين الناس, وقد حارب الإسلام الرق ((التمييز العنصري)) السائد
آنذاك بحكمه .
والحرية أنواع تشمل الفرد
والجماعة في النظام السياسي الإسلامي من أبرزها.
- الحرية الشخصية: وهي إمكانية
الفرد فعل ما يريد بشرط أن لا يضر بالآخرين وقد كفل الإسلام حرية الأفراد في الاعتقاد
والفكر قال تعالى:" لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ
الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ
الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ " (البقرة , آية:
256).
ولقد كان النبي صلى الله عليه
وسلم سياسياً محنكاً في إعطاء الحرية للمسلمين وغير المسلمين من خلال دستور جامع لكل
المواطنين عندما أراد استيعاب اليهود كسكان للمدينة المنورة تحت رايته وحكمه, ولم ينشأ
صلى الله عليه وسلم اتخاذ سياسة الاستئصال أو التطهير الديني ضد غير المسلمين, بل كان
نهجه إعطاء هامش أوسع للحريات الدينية دلت
الصحيفة بوضوح, وجلاء على عبقرية الرّسول صلى الله علية وسلم في صياغة موادِّها وتحديد
علاقات الأطراف بعضها ببعض , فقد كانت موادُّها مترابطة , وشاملة وتصلح لعلاج الأوضاع
في المدينة آنذاك، وفيها من القواعد والمبادئ ما يحقق العدالة المطلقة، والمساواة التامة
بين البشر, وأن يتمتع بنو الإنسان على اختلاف ألوانهم، ولغاتهم، وأديانهم، بالحقوق
والحّريات بأنواعها .
ولا تزال المبادئ التي تضمنَّها
الدستور- في جملتها - معمولا بها والأغلب أنًّها ستظل كذلك في مختلف نُظم الحكم المعروفة
إلى اليوم ... وصل إليها الناس بعد قرون من تقريرها , في أول وثيقة سياسيَّة دوّنها
الرّسول صلى الله عليه وسلم فقد أعلنت الصَّحيفة:
أن الحريات مصونة , كحرية العقيدة والعبادة , وحق الأمن ... الخ, فحرية الدين مكفولة:
للمسلمين دينهم، ولليهود دينهم وقد أنذرت الصَّحيفة بإنزال الوعيد، وإهلاك من يخالف
هذا المبدأ، أو يكسر هذه القاعدة , وقد نصَّت الوثيقة على تحقيق العدالة بين الناس
وعلى تحقيق مبدأ المساواة.
إن الدولة الإسلامية واجب
عليها أن تقيم العدل بين الناس, وتفسح المجال وتيسِّر السبل أمام كلِّ إنسان - يطلب
حقه - أن يصل إلى حقه بأيسر السبل وأسرعها , دون أن يكلفه ذلك جهداً , أو مالا , وعليها أن تمنع أي وسيلة من الوسائل , التي من
شأنها أن تعوق صاحب الحقِّ من الوصول إلى حقه , لقد أوجب الإسلام على الحكام أن يقيموا
العدل بين الناس دون النظر إلى لغاتهم أو أوطانهم , أو أحوالهم الاجتماعية, فهو يحكم
بين المتخاصمين ويحكم بالحقِّ ولا يهمّه أن يكون المحكوم لهم أصدقاء، أو أعداء، أغنياء،
أو فقراء، عمالاً أو أصحاب عمل قال تعالى:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ
قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى
أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ
اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ" (المائدة , آية:8) والمعنى: لا يحملنكم بُغض
قوم على ظلمهم , ومقتضى هذا أنه لا يحملنكم حبُّ قوم على محاباتهم والميل إليهم.
وقال تعالى:" فَلِذَلِكَ
فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَقُلْ آمَنتُ بِمَا
أَنزَلَ اللَّهُ مِن كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ
لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ اللَّهُ
يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ " (الشورى, آية:15): يعني أنني مأمور
بالأنصاف دون عداوة, فليس من شأني أن أتعصَّب لأحد أو ضَّد أحد , وعلاقتي بالناس كلِّهم
سواء , وهي علاقة العدل، والأنصاف فأنا نصير من كان الحق في جانبه وخصيم من كان الحق
ضده وليس في ديني أيُّ امتيازات لأيِّ فرد كائناً من كان وليس لأقاربي حقوق , وللغرباء
حقوق أخرى , ولا للأكابر عندي ممِّيزات لا يحصل عليها الأصاغر, والشرفاء والوضعاء عندي
سواء، فالحقُّ حق للجميع والذنب والجرم ذنب للجميع , والحرام حرام على الكلّ ِ, والحلالٍ
حلال للكلِّ والفرض فرض على الكلِّ , حتى أنا لست مستثنى من سلطة القانون الإلهي .
وقال تعالى:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ
شُهَدَاء لِلّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِن
يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقَيرًا فَاللّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلاَ تَتَّبِعُواْ الْهَوَى
أَن تَعْدِلُواْ وَإِن تَلْوُواْ أَوْ تُعْرِضُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ
خَبِيرًا " (النساء , أية: 135).
إن في فقه أهل الذمة عند علماء
الشريعة والسياسة الشرعية ما يشير إلى أن علماءنا كانوا, منصفين وعادلين لأهل الذمة
وكان لهم حقوق على أساس المواطنة والحرية الكاملة لهم وليس على أساس الدين والقومية
لهم ولم يشهد عصر إسلامي على مدار الحضارة الإسلامية أي عملية تطهير عرقي أو استئصال
ديني لأي جماعة دينية أو عرقية, بل كانت الديار الإسلامية دائما الحاضنة الأولى لأى
جماعة تريد أن، تحتفظ لكينونتها الدينية والثقافية , كما كان الحال مع اليهود وهروبهم
من الأندلس ((أسبانيا)) جراء القمع الصليبي والتطهير الديني إلى دار الإسلام، ولم تكن
العنصرية يوماً من الأيام دائرة في دعوة الإسلام .
وهناك حرية العمل , وحرية
التعليم، وحرية التظلم ضد من يسبب له الأذى ولو كان حاكما أو مسؤولا في السلطة وحرية
السكن والإقامة .. الخ
فحرية الفرد في الدولة الإسلامية
في إبداء رأيه والتعبير عنه , وحريته في الانتماء الفكري لأي جماعة تحت مظلة الإسلام
, مادامت هذه الجماعة تتخذ من الإسلام منهجاً فكريا، ومن أصوله العقائدية قواعد في
التفكير, لا حرج على الفرد في هذا الانتماء , إذ أن الطبائع تختلف في الوسيلة وتتفق
في المآل والمصير, لا سيما إذا كان الطريق واحداً، وهو طريق الإسلام.
إن دعامة العدل والحرية ,
أصلان في شريعتنا ولا يخفى أنهما ملاك القوة والاستقامة في جميع الممالك.
-المساواة:
يعدّ مبدأ المساواة أحد المبادئ
العامة التي أقرّها الإسلام وهو من المبادئ التي تساهم في بناء المجتمع المسلم ولقد
أقرّ هذا المبدأ , وسبق به تشريعات , وقوانين العصر الحديث وممّا ورد في القرآن الكريم
تأكيداً لمبدأ المساواة قوله تعالى:" يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم
مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ
عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ " (الحجرات , آية:13).
وفي حجة الوداع قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: ياأيها الناس , ألا إن ربكم واحد , وإن أباكم واحد , ألا لا فضل
لعربي على أعجمي, ولا لعجمى على عربي , ولا لأحمر على أسود ولا أسود على أحمر إلا بالتقوى
, أبلغت؟ قالوا: بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم, ثم قال: فإن الله قد حرم بينكم
دماءكم وأموالكم .. أبلغت؟ قالوا: بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم, وقال: ليبلغ الشاهد
الغائب .
وقد ورد عن الرسول صلى الله
عليه وسلم قوله: المؤمنون تكافؤ دماؤهم , وهم يد على من سواهم , ويسعى بذمتهم أدناهم إن هذا المبدأ كان من أهم المبادئ التي جذبت الكثير
من الشعوب قديماً نحو الإسلام، فكان هذا المبدأ مصدراً من مصادر القوّة للمسلمين الأوَّلين.
وليس المقصود بالمساواة هنا
, ((المساواة العامّة)) بين الناس جميعاً في أمور الحياة كافة، كما ينادى بعض المخدوعين
ويرون ذلك عدلا , فالاختلاف في المواهب , والقدرات
والتفاوت في الدرجات غاية من غايات الخلق , ولكنّ المقصود المساواة , التي دعت إليها
الشريعة الإسلامية , مساواة مقيدة بأحوال فيها التساوى , وليست مطلقة في جميع الأحوال , فالمساواة تأتي في معاملة الناس أمام الشرع والقضاء،
والأحكام الاسلامية كافة، الحقوق العامة دون تفريق بسبب الأصل أو الجنس، أو اللون،
أو الثروة، أو الجاه، أو غير ذلك .
إنَّ الناس جميعاً في نظر
الإسلام سواسية، الحاكم، والمحكوم , الرّجال والنساء، والعرب والعجم الابيض والأسود،
لقد ألغى الإسلام الفوارق بين الناس بسبب الجنس، واللون، أو النَّسب، أوالطبقة، والحكّام
والمحكمون كلهم في نظر الشرع سواء ولذا كانت الدولة الإسلامية الأولى , تعمل على تطبيق
هذا المبدأ بين الناس وكانت ترعي الآتي:
- ... إن مبدأ المساواة أمر
تعبديُّ , تؤجر عليه من خالق الخلق سبحانه وتعالى.
- ... إسقاط الاعتبارات الطبقية،
والعرفية، والقبلية، والعنصرية والقومية، والوطنية، والإقليمية، وغير ذلك من الشعارات
الماحقة لمبدأ المساواة الإنسانية , وإحلال المعيار الإلهيِّ بدلاً عنها للتفاضل, ألا
وهو التَّقوى.
- ... ضرورة مراعاة مبدأ تكافؤ
الفرص للجميع, ولا يُراعى أحد لجاهه أو سلطانه, أو حسبه ونسبه, وإنّما الفرص للجميع
وكلُّ على حسب قدرته, وكفاءاته, ومواهبه, وطاقته, وإنتاجه.
- ... إن تطبيق مبدأ المساواة
بين رعايا الدولة الإسلامية تقوِّى صفَّها, ويوحِّد كلمتها وينتج عنه مجتمع متماسك
متراحم يعيش لعقيدة, ومنهج, ومبدأ كانت الوثيقة
بالمدينة في عهد رسول الله قد اشتملت على أتمِّ ما قد تحتاجه الدولة, من مقوِّماتها
الدستورية , والإدارية , وعلاقة الأفراد بالدولة وظل القرآن يتنزل في المدينة عشر سنين,
يرسم للمسلمين خلالها مناهج الحياة , ويرسي مبادئ الحكم , وأصول السياسة , وشؤون المجتمع،
وأحكام الحرام والحلال، وأسس التَّقاضي، وقواعد العدل، وقوانين الدّولة المسلمة في
الدّاخل , والخارج والسُّنة الشريفة تدعم هذا , وتشيده وتفصِّله في تنوير وتبصره ,
فالوثيقة خطت خطوطاً عريضة في الترتيبات الدستورية, وتُعدُّ في قمة المعاهدات التي
تحدِّد صلة المسلمين ـ بغير المسلمين- المقيمين معهم في شيء كثير من التسامح , والعدل
, والمساواة .
كانت هذه الوثيقة, فيها من
المعاني الحضارية الشيء الكثير وما توافق النَّاس على تسميته اليوم بحقوق الانسان
وفي تطبيقات الصحابة وعلماء
الإسلام ما يشهد لمبدأ المساواة بالقوة والظهور, لا سيما في تطبيق هذا الأساس على غير
المسلمين داخل الدولة الإسلامية , والآثار في هذا متعددة , منها على سبيل المثال قول
عمر لابن عمرو بن العاص عندما ضرب القبطي بمصر: متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم
أحراراً.
وفي المساواة في سلطة القضاء
نجد أن الفصل بين السلطات كان قائماً في نظام الحكم الإسلامي على أوسع نطاق, فالحاكم
قد يقف أمام قاضى معين من قبله إذا اقتضى الأمر ذلك, كوقوف علي بن أبي طالب عند القاضي
شريح بن هانئ عندما وجد درعه الذي فقده في معركة صفين عند يهودي, فيجلس بجانب اليهودي,
مقابل القاضي, والأخير يدير الجلسة وأمامه الحاكم والمحكوم سواء . وكان حرص النبي صلى
الله عليه وسلم في تطبيق مبدأ المساواة واضحاً , فعن عائشة رضي الله عنها أن قريشاً
أهمتهم المرأة المخزومية التي سرقت, فقالوا من يكلم رسول الله, صلَّى الله عليه وسلَّم,
ومن يجترئ عليه إلا أسامة بن زيد حب رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم, فكلم رسول الله
صلى الله عليه وسَلَّمَ, فقال: أتشفع في حد من حدود الله, ثم قام فخطب, فقال: يا أيها
الناس إنما ضل من قبلكم, أنهم كانوا إذا سرق الشريف تركوه. وإذا سرق الضعيف فيهم أقاموا
عليه الحد, وايم الله لو أن فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم سرقت لقطع محمد يدها
.
ونص عمر بن الخطاب ((رضي الله
عنه)) في رسالته لأبي موسي الأشعري واضح: أما بعد فإن القضاء فريضة محكمة وسنة متبعة
, فافهم إذا أدلى إليك فإنه لا ينفع تكلم بحق لا نفاذ له, آس بين الناس في مجلسك, ووجهك
وعدلك, حتى لا يطمع شريف في حيفك, ولا يخاف ضعيف جورك, البينة على من ادعى, واليمين
على من أنكر, الصلح جائز بين المسلمين. إلا صلحاً أحل حراماً أو حرم حلالا, لا يمنعك
قضاء قضيته بالأمس راجعت فيه نفسك, وهديت فيه لرشدك أن تراجع الحق, وإن الحق لا يبطله
شيء , ومراجعة الحق خير من التمادي في الباطل, الفهم الفهم فيما تلجلج في صدرك .
وفي المساواة في التوظيف والعمل
العام:
نجد أن النصوص الشرعية تشيد
بضرورة اختيار الأكفاء والأقدر على تحمل المسؤولية في قوله صلى الله عليه وسلم: يا
أباذر أنك ضعيف , وإنها أمانة , وإنها يوم القيامة خزي وندامة , إلا من أخذها بحقها
, وأدى الذي عليه فيها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق