Translate

الأحد، 3 فبراير 2013

البلاك بلوك..الإرهاب في زي المعارضة

كان الشعب المصري يتطلع إلى الاحتفال بالذكرى الثانية لثورة 25 يناير المجيدة، لا سيما في ظل أول رئيس مدني منتخب جاء بإرادة شعبية حقيقية، لكن جبهة خراب مصر بالاشتراك مع عصابات الشر والإجرام والبلطجة أبت إلا أن تفخخ الوطن وتفسد على المصريين فرحتهم، فانتشرت حوادث قطع الطرق وتخريب المنشآت وحرق مقارات الأحزاب وتعطيل القطارات ومترو الأنفاق، واغتيال المواطنين وترويع الأهالي، واقتحام الفنادق ومباني المحافظات والمجالس المحلية، ورفع لافتات صبيانية تعلن استقلال محافظات بورسعيد والقاهرة والسويس والإسماعيلية!
لم يكن ما حدث في 25 يناير 2013 يمت للمعارضة بصلة، وإنما جريمة متكاملة الأركان لإسقاط الوطن لصالح جبهات خارجية بعضها معروف مثل خلية "أبو ظبي" التي يحركها "الخرفان" والموساد والمرشح الرئاسي الهارب أحمد شفيق، وبعضها الآخر غير معروف، ويتستر تحت غطاء المعارضة ورفض ما يسمونه "حكم المرشد".
البلاك بلوك.. شرعنة الإرهاب
قبل الخامس والعشرين من يناير، خرجت مجموعة إرهابية تُسمى نفسها "بلاك بلوك" تعلن بمنتهى الوقاحة أنها ستستخدم السلاح والعنف وستخرب المنشآت وتستهدف بعض الشخصيات العامة، ومع ذلك لم تتحرك الأجهزة الأمنية بالشكل المطلوب، ولم نسمع أن جهاز "الأمن الوطني"- أمن الدولة سابقًا- قد اتخذ أية إجراءات ضد هؤلاء القتلة المخربين، ولم يستنكر إعلام رجال أعمال الحزب الوطني بيانات هذه المجموعة الإرهابية، بل كان حديث الإعلام عنها يرحب بها ويبرر بياناتها، تحت زعم "رفض الأخونة"!
وتعود نشأة جماعة البلاك بلوك إلى ألمانيا في ثمانينيات القرن العشرين، حيث تشكلت مجموعات ألمانية ضد سياسة الحكومة المتعلقة بالسلاح النووي والحرب الباردة، وارتدت هذه المجموعات الأقنعة السوداء لتعارض الحكومة وتنشر الفوضى، وقد واجهتها الشرطة الألمانية بكل حزم حفاظًا على المجتمع الألماني من خطر الفوضى والتقسيم. وقبيل الاحتفال بالذكرى الثانية لثورة 25 يناير بدأت هذه المجموعة في الظهور والإعلان عن نفسها، وتوعد النظام والرئيس والحكومة، وأعلنت أنها لن تعود إلى ثكناتها إلا بإسقاط النظام.. لم يحرك هذا الأمر ساكنًا لدى المعارضة أو الإعلام الذي ينفذ مخططاً شيطانيًّا لهدم البلد.

الصحف وتناولها لإرهاب البلا ك بلوك
كان مثيرًا للدهشة، وإن لم يكن مثيرًا للاستغراب ما فعلته صحف فلول النظام البائد في تعاملها مع نشاط هذه المجموعة الإجرامية، فجميع الأخبار التي تناولت أخبارها كانت تروج لها وتدافع عنها وتنتصر لما تفعله من إجرام وترويع في جريدة (المصري اليوم) عدد 27/1/2013م جاء مضمون خبر عن البلاك بلوك تحت عنوان ("بلاك بلوك" يقدمون عرضًا قتاليًّا أمام محافظة الدقهلية) وجاء الخبر: "قدم عدد من الشباب الملثمين، والذين يطلقون على أنفسهم مجموعة "البلاك بلوك"، عرضًا قتاليًّا أمام نصب الجندي المجهول بالمنصورة على أنغام الأغاني الوطنية. وقام الشباب بحرق عدد من إطارات السيارات في الشارع المواجه لمبنى محافظة الدقهلية وسط تصفيق وهتافات: "يسقط يسقط حكم المرشد"، و"يسقط يسقط مرسي مبارك"، و"وحياة دمك يا شهيد ثورة تاني من جديد". فيما كتبت جريدة (الوطن) يوم الثلاثاء 29/1/2013م تحت عنوان: ("بلاك بلوك" تتحدى "مرسى"): فقدت شرعيتك وانتظر ردنا، وجاء في الخبر: واصلت مجموعتا "الكتلة السوداء" (بلاك بلوك) و"القناع الأسود" (بلاك ماسك) تصعيدهما، بعد خطاب الرئيس محمد مرسي أمس الأول، ودعت المجموعتان الرئيس إلى انتظار ردهما، وحذرتا الأحزاب الإسلامية من المساس بالإعلاميين. وقالت "بلاك بلوك" في بيان لها: "سيادة الرئيس المنتهية شرعيته، صوتك العالي ورسالتك وتهديداتك وصلت إلينا.. انتظر الرد"، وأضافت: "اتق شر الحليم إذا غضب"، داعية الثوار للوقوف وراء "بلاك بلوك" التي أقسم أعضاؤها أن "يدفعوا حياتهم ثمنًا للحرية والقصاص"، حسب البيان. وتابع البيان: "استمعنا في شفقة إلى البيان الهزيل للرئيس فاقد الشرعية، وما جاء على لسانه من تهديد صريح، وقررنا أن يكون ردنا عليه على أرض الواقع وعمليًّا وليس بشعارات رنانة، لذلك ندعوه إلى أن يجلس في مكتبه ويشاهد ما ستؤول إليه الأحداث في الساعات القليلة القادمة، والتي ستبدأ بمهاجمته في عقر داره، ردًّا على استخفافه بالمطالب الشعبية". وحددت الحركة قائمة بمنشآت "الإخوان" المستهدفة، وتضمنت ما يقرب من 45 مؤسسة وشركة، ومقار حزب "الحرية والعدالة"، والتي أوضح البيان أن "الحرب عليها ستبدأ من اليوم". وأعلنت حركة "القناع الأسود" (بلاك ماسك)، في بيان، أنها ستتصدى لحركة "كتائب المسلمين"، وكانت الزقازيق شهدت تظاهر أهالي المتهمين باقتحام مبنى مجلس مدينة الزقازيق وإتلاف محتوياته، الذين تجمعوا أمام مديرية أمن الشرقية، أثناء عرضهم على النيابة.
ور خبر جريدة الوطن، حركة البلاك بلوك الإرهابية كحركة ثورية، لها مطالب وتعارض الرئيس، رغم أن ما ذكرته في بياناتها دعاوى صريحة للقتل والإجرام، والمفارقة أن مثل هذا البيان لو صدر من جماعة تنتسب للإسلام لقامت الدنيا ولم تقعد، ولهرعت هذه الصحف لاستضافة الخبراء الأمنيين ليحللوا مضمون هذا البيان ومدى خطورته. (الشروق) تكشف دعم جبهة الإنقاذ للبلاك بلوك: نشرت جريدة (الشروق) يوم الثلاثاء 29/1/2013م خبرًا يكشف دعم جبهة الإنقاذ لمجموعة البلاك بلوك الإرهابية، وجاء في الخبر: "قال أحد نشطاء الثورة إن عددًا من ممثلي الأحزاب السياسية رحبوا في اجتماع عقدوه بحزب الوفد يوم 23 يناير الحالي، بمشاركة مجموعات "البلاك بلوك"، أو "الكتلة السوداء"، في فعاليات إحياء الذكرى الثانية للثورة، الجمعة الماضية، رغم علمهم بنية هذه المجموعات ارتكاب أعمال عنف في القاهرة وعدة محافظات. وروى الناشط، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، لـ(الشروق)، تفاصيل ما جرى خلال الاجتماع، الذي عقد للاتفاق على الفعاليات المقرر تنظيمها في الذكرى الثانية للثورة، قائلاً "لم يمانع ممثلو أحزاب الوفد والمصريين الأحرار والمصري الديمقراطي الاجتماعي والجبهة الديمقراطية وتحالف ثوار المعادي من مشاركة بلاك بلوك، وقالوا: لا مانع من الاستفادة منهم؛ فالنظام الحاكم نفسه يلجأ للعنف لتحقيق أهدافه". وأضاف الناشط: "لا أحد يعلم هوية هؤلاء، هم في الغالب مجموعات من البلطجية المنظمين الممولين من قبل بعض رجال الأعمال وفلول النظام السابق الذين يدفعون بهم لإثارة الفوضى".
متطرفون مسيحيون في البلاك بلوك
منذ ظهور هذه الحركة الإجرامية، وهناك العديد من الشواهد تدل على ارتباطها بقيادات مسيحية متطرفة تؤمن بضرورة قتال الشعب وطرد المسلمين من مصر واستعادة وطنهم المحتل على حد ما يُشاع في بياناتهم الإجرامية، ومن هذه القيادات القمص مرقص عزيز يوتا المحكوم عليه بالإعدام في قضية الفيلم المسيء للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، والقس متياس نصر منقريوس كاهن عزبة النخل والقمص زكريا بطرس الموجود في كاليفورنيا وصاحب قناة "الفادي" التي تسب الله ورسوله، وصاحب دعوات طرد المسلمين من مصر، والقس فلوباتير جميل قائد فتنة إمبابة التي راح ضحيتها العديد من المسلمين والنصارى.
الأهالي والبلاك بلوك
كعادة الشعب المصري في التصدي لعناصر الشر والإجرام منذ فجر التاريخ، تصدي الشعب لميليشيات البلاك بلوك، وطاردهم في الشوارع، وقبض على العديد منهم مثلما حدث في مدينة المحلة والمنيا وسوهاج، وتفرّد أهل الصعيد بربطهم في الأعمدة والشجر لحين تسليمهم للشرطة، وكذلك تمت مطاردتهم في أسيوط، بما يؤكد أن الشعب المصري يرفض عصابات الإجرام التي تدعى أنها تمارس البلطجة من أجل الشعب والثورة. البلاك بلوك وإسرائيل: كشف موقع قناة (الجزيرة) الإليكتروني أن ميليشيات البلاك بلوك على صلة وثيقة بالكيان الصهيوني، وأجرى الموقع مقابلة مع المحلل السياسي إبراهيم الدراوي الذي قال: المحرك الأساسي لهذه المجموعة هي مؤسسة يقع مقرها الرئيسي في منطقة عسكرية بصحراء النقب ويشرف عليها ضابط بالاستخبارات الصهيونية اسمه ميرزا ديفيد ومعه جنرال سابق يدعى بيني شاحر وعقيد سابق بالخدمة السرية هو بازي زافر، إضافة إلى عدد من الخبراء في المجالات العسكرية والأمنية والنفسية. وأضاف الدراوي: هذه المؤسسة ترتبط بحركة أوسع تنتشر في العديد من دول العالم وتحتفظ بعلاقات مع منظمات حقوقية غربية وشركات متخصصة في الأمن والحراسة، كما تحصل على دعم من مؤسسات أمنية صهيونية وغربية بهدف تدريب كوادر من الشباب المصري من أجل إسقاط النظام. ويضيف الدراوي- أن لديه معلومات توضح أن هذه المؤسسة تعتمد على خداع الشباب تحت ستار دعم الديمقراطية، وتقدم لهم تدريبات تتراوح بين تنظيم المظاهرات واستخدام المتفجرات، فضلاً عن التنكر وتوجيه الحشود واستغلالها لصناعة الأزمات وخلق حالة من عدم الاستقرار.
لنائب العام والبلاك بلوك: كان لا بد للدولة أن تتحرك سريعًا لمواجهة هذه الميليشيات، لا سيما مع تبني بعض الإعلاميين لهم واستضافتهم كما فعل "وائل الإبراشي" و"دينا عبد الفتاح"، وكان قرار النائب العام يوم الثلاثاء الماضي الذي قضي باعتقال جميع أفراد هذه المجموعة الإرهابية وأكد المستشار حسن ياسين، رئيس المكتب الفني النائب العام، أن التحقيقات التي أجراها المكتب الفني للنائب العام في البلاغ رقم 1574 لسنة 2013 بلاغات النائب العام، قد كشفت أن جماعة "البلاك بلوك" هي جماعة منظمة تمارس أعمالاً إرهابية يندرج تشكيليها وعناصرها ومن ينضم إليها من عناصر، تحت طائلة العقاب، وفق نص المادتين 86، 86 مكرر من قانون العقوبات، كما يعد ما ترتكبه من أعمال تخريب وإتلاف وترويع الآمنين والاعتداء على الأشخاص والممتلكات من الجرائم الماسة بأمن الدولة، المعاقب عليها وفق نصوص قانون العقوبات الوارد بالقسم الأول من الباب الثاني. وأضاف ياسين "بناء عليها وبعد إجراء التحقيقات اللازمة، أصدرت النيابة العامة أمرًا بضبط وإحضار جميع عناصر "البلاك بلوك"، ومن ينضم إليها من عناصر أو يشاركها بأي صورة كانت بما في ذلك التزيين بزي عناصر تلك الجماعة، ومن هذا المنطلق فإن النيابة العامة تهيب بجميع المواطنين الإمساك بأي شخص يشتبه في انتمائه لتلك الجماعة والتحفظ عليه وتسليمه إلى أقرب مأمور ضبط قضائي وعلى مأموري الضبط القضائي من رجال الشرطة والقوات المسلحة ضبط أي شخص يشتبه بانتمائه لتلك الجماعة وتحرير المحضر اللازم وتسليمه إلى أقرب نيابة، كما تهيب النيابة العامة بكل من لديه معلومات عن تلك الجماعة وما تمارسه من أعمال إجرامية أو أية معلومات عن جرائم أخرى إبلاغها للسلطات المختصة ومن لم يفعل ذلك يضع نفسه تحت طائلة نص المادة 98 من قانون الانتخابات من قانون العقوبات". وتابع ياسين "كما تنوه النيابة العامة إلى أن من يروج لتلك الجماعة المسماة بـ"البلاك بلوك"، ويحسن صورتها بالقول أو الكتابة أو أي وسيلة أخرى يضع نفسه تحت طائلة المادة 86 مكرر/ 3 من قانون العقوبات والتي تعد من الجرائم الماسة بأمن الدولة من الداخل". وتبقى كلمة: لقد أثبت الشعب المصري على مر التاريخ أنه لا يمكن أن يسمح لأي محتل أو غاصب أن يمارس عبثه وإجرامه بحق أبناء هذا الوطن، وأن مصر فوق جميع هذه العناصر الإجرامية التي لا تستهدف إسقاط الرئيس محمد مرسي وإنما الوطن.
كتب بواسطة: قصة الإسلام – إخوان أون لاين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق