والحاصل أن ظهور الديمقراطية في الغرب كان أمرًا حتميًّا في مواجهة نظام الإقطاع وصرامة رجال الكنيسة واستعبادهم للشعوب, وإذلالهم لكرامة الإنسان؛ إذ كانت الطبقة الغنيّة تستبعد الطبقة الفقيرة, بل كانوا يعتبرون الفقراء جزءًا من أملاكهم, وحينما جاءت الأنظمة الاشتراكية والشيوعية ازداد الأمر سوءًا, وازداد استعباد الطبقات المسيطرة على المستضعفين فلما جاءت الديمقراطية الغربية نظرت إليها الشعوب المستعبدة على أنها هي الأمل لخلاصهم مما هم فيه من الشدة, ورأوا أن الالتفاف حول النظام الديمقراطي خير من القبضة الحديدية في النظام الإقطاعي, أو البابوي الجبار, أو الشيوعي البغيض, ولهم عذرهم تجاه ذلك, فإن تلك الأنظمة كانت شرًّا محضًا لا خير فيها, وكان استبدالها أمرًا يفرض نفسه, ومبرراته واضحة, إلّا أنهم لم يهتدوا إلى الحق وإلى النظام الصحيح الذي ينقذهم مما هم فيه من الشقاء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق