Translate

الخميس، 4 أبريل 2013

تصريحات "عاكف"


المرشد العام السابق فضيلة الأستاذ مهدي عاكف، يحظى باحترام واسع، ليس فقط داخل "الإخوان" وإنما أيضًا لدى الطبقة السياسية في مصر.
ولقد ارتبط اسم "عاكف" بأول عملية تداول سلمي للسلطة داخل أكبر تنظيم سياسي مصري.. عندما ترك منصبه للمرشد الحالي فضيلة الأستاذ محمد بديع.
تجربة "عاكف ـ بديع" تعتبر "فريدة" ولا يمكن بحال اعتبارها "شقيقة" تجربة حزب "التجمع".. إذ كانت تحت ضغوط "المرض".. فاستبدلت قيادة مسنة ـ الأستاذ خالد محي الدين ـ بأخرى عجوزة د. رفعت السعيد.
وعلى الرغم من أن "عاكف" كانت له "أخطاؤه".. إلا أن ارتباط اسمه بتداول السلطة داخل التنظيم، ظل بمثل من "شهد بدرًا".. إذ تجاوز الرأي العام عن تلك الأخطاء، تقديرًا لتلك الخطوة الكبيرة والتي اعتبرت دلالة على تفوق "السلطة المدنية" على  "السلطة الدينية" داخل حركة تحميها من داخل علاقات سلطة حديدية.
 يوم أمس نشرت تصريحات "منسوبة" لـ"عاكف" أدلى بها إلى صحيفة كويتية، كانت في مجملها تصريحات "متوترة" وجاءت في غير مصلحة الجماعة التي تكابد الآن مشقة كبيرة في الذود عن عرضها الذي بات مستباحًا بشكل غير مسبوق.
الرئيس مرسي.. قال في لقاء له إن الكلام عن الأخونة "زن ناموس".. وقيادات كبيرة داخل الجماعة اعتبرته "شوشرة".. وأن الأخونة "كلام فارغ".. فيما ظلت "ذريعة" تستخدم لإيذاء الرئيس وجماعته.
في تلك الأجواء.. صدم "عاكف" ـ مع حفظ الألقاب ـ رأيًا عامًا متعاطفًا مع الجماعة، وعلى قناعة بأن الأخونة محض "فزاعة" لإخافة الناس من الإخوان.. إذ تكلم "عاكف" عن الأخونة باعتبارها "حتمية" لإنجاز ما يصفه بـ"مشروع النهضة".
وقال أيضًا إن البعض خائف من الأخونة.. لأن الأخيرة ـ حال انجازها ـ ستنجح في الإطاحة بـ3 آلاف قاضٍ!!
كلام فضيلته عزز "مزاعم" المعارضة، ونقلها من مربع "الأكاذيب" إلى خانة "الحقيقة" أو السيناريو "الحتمي" باعتبارها خطة موضوعة لتمرير مشروع النهضة.
غير أن كلامه عن الإطاحة بـ 3 آلاف قاضٍ.. هو الأخطر، إذ قد يوحي الكلام الذي جاء على لسانه بأنها عملية مقررة في "المقطم" وليس في "الاتحادية".. ما يعني ـ أو هكذا قد يساء الظن ـ أن الإخوان وضعوا الآلاف من القضاة في "دماغهم".. أو على الأقل قد توحي بنزعة "تصفية حسابات" مع مؤسسة العدالة التي يعتقد الإخوان أنها كانت جزءًا من صناعة محنتها عبر تاريخها الطويل.
والكلام الآخر الذي لا يقل خطورة عن تلك.. هو كلامه عن قيادة "المقطم" للتنظيم الدولي للإخوان.. وهو تصريح خطير جدًا، إذ يمكن أن يعيد السؤال مجددًا حول ما إذا كان من الجائز أن يحكم مصر رئيس ينتمي إلى تنظيم دولي عابر للحدود؟!.
أعرف أن فضيلة الأستاذ عاكف.. ربما لم يقصد كل هذه الإيحاءات التي وردت في حواره مع الصحيفة الكويتية.. ولكنها بدت وكأنها تنقل الحقيقة بلا رتوش كما توقعها خصوم الإخوان وأقاموا الدنيا عليهم بسببها ولم يقعدوها بعد.
أتمنى أن تقلل الجماعة من ظهورها الإعلامي.. وتنصح منتسبيها بألا يدلوا بأية تصريحات في هذا الوقت بالذات.. فالمشرحة لا ينقصها المزيد من الجثث.
محمود سلطان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق