Translate

الثلاثاء، 15 يناير 2013

كيف تنفخ بالونة؟/ محمد موافي


قبل النفخ يجب أن تعلم أن البالون فارغ أجوف, و أنه لو تركته في العراء, فيصيبه الترهل, ولو لصقته ببالونات أخرى, فسترتفع, حتى يحسبها "أطفال ثقافة الفيس بوك"شيئًا, وما هي بشيء... مجرد هواء و فاسد و يحمل رائحة  ما تخفي الصدور.
      كيف –طال عمرك- تصير بالونة... القاعدة الأولى: تعمل خدك مداسًا لرئيس تحرير نافذ, ومسيطر على بعض الفضائيات.. خذ بالك: الفضائيات بمصر مقسمة بين رؤساء تحرير أقل من أصابع القدم الواحدة... وتظل مرافقًا له ومسبحًا بجمال كتاباته.. وتكون حربًا على أعدائه, سِلمًا للخدامين من أوليائه...
القاعدة الثانية: تكتب مقالًا مادحًا الإعلامي الكبير... فتبتسم لك الشاشات, ويقولون معنا السيناريست ابن خالتي فرنسا, وبعد الفاصل توصيهم بتغيير اللقب لـ"الكاتب الساخر", فيتصدقون هم بـ: "الكاتب الكبير"
القاعدة الثالثة: تلتقط من الإنترنت أسماء لكبار الكتاب, ومعها عناوين لكتب مجهولة.. ثم تقول إنك قرأت ذلك في كتاب نادر, و يا سلام لو زدت في النطاعة, و ذكرت مرجعًا فارسيًا و عصرته كابن خالتي فرنسا.
القاعدة الرابعة: تنظر إلى الرموز التي تحبها الناس,ثم تشن سلسلة مقالات ساخرة من فصيلة القباحة و الدم الثقيل... فتشتم محمد حسان أو القرضاوي, ويا سلام لو التقطت السفاهات, وتغزلت في إبداعات قضاء حاجة فرج فودة.
القاعدة الخامسة: طبعًا يجب أن تؤكد على الدوام أنك ناصري قومجي.. ولا مانع من طلب وساطة "واحد خمنا"حتى يأتيك شيك من دمشق, ثم تفاجأ بدعوة لزيارة طهران.. فتأتي رافعًا شعار الإسلام الثوري, مقابل الإسلام  النفطي..
لو هناك مساحة بالمقال, فعندي قواعد كثيرة, تليق بأشباه القواعد من النساء, ففي مصر التي "خيبتها نخبتها" أصبحنا بزمن " البالونة"... كل كاتب منفوخ  لصق ثقبه, حتى لا ينفثأ, يدبج مقالًا طويلًا, وهو مجرد قص و لزق على قفا المندهشين الضائعين...
و مع أننا في عصر البالونات, فلابد من يوم معلوم, تنفثأ فيه البالونة, و يظهر ثقبها, فتظل تصرخ في الهواء, مزغردة  في حلقات مفرغة, ثم تسقط مفضوحًا أمرها, ومداسا عليها بالأقدام..
فيا كل من يرفض أن يكون "بالونة", و لا يُذاع له سرُ: الرجل الحقيقي ,غير قابل للنفخ,  فالحمد لله وكفى بحمد الله علوًا, لو يعلمون.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق