Translate

الثلاثاء، 15 يناير 2013

تأشيرة لخيمة عربية/ محمد موافي


هل حقاً يريد بعض الأعراب انتهاء زمن  الأسد؟ طيب لو ذلك كذلك, فلماذا لا نجد منهم استضافات, لمئات الآلاف من السوريين النازحين, أو حتى مخيمات التى هى جمع مخيم, وواحدتها خيمة, والخيمة كان العربى القديم, يوقد أمامها النار, ويترك الكلب سارحًا بالليل, حتى يدل الضِيفان.. رحم الله المروءة اليعربية.
اللاجئون السوريون إما فى تركيا بحكم الجوار, أو فى مصر بحكم الدم والمصير والانصهار, أما عنترة العبسي, فقد باع مروءته بآيباد أو سامسونج جلاكسى تاب.
ما زال بشار يذبح فى نسائنا- نعم هم نساؤنا لو تعلمون - والأعراب مشغولون بتلفيق قضايا ضد نسائنا.. أخوال بشار فى طهران تسربوا لفراش رضيعة حفيدة ابن تيمية, وابن تيمية فتاواه تزدان بها مكتبات عرب الظاهرة الصوتية, ولا يخجلون, إذ ينظرون لحوائطهم, وقد علاها صدأ الإحساس.
التقيت أمس صديقاً سورياً من أيام العمل ببلاد النفط, سعدت أن جاورتني - هذا الشتاء - أمه وعائلته الكريمة, هربًا من نيران بشار, وسألته على استحياء: أهلا بأمك وأمي.. قسمًا بالله لقد حللتم أهلاً ونزلتم قاهرة سهلة وطيبة.. لكن يا أخى الكريم, لماذا وأنت صحفى وراتبك معقول, لم تقم باستضافة أمك هناك حيث النفط وأسواق الماركات العالمية..؟.. تبسم الموجوع, وصرخ فى همس: لقد توصلت لرتبة كبيرة بالداخلية – بحكم عملي - فاعتذر لى بأن لديه أوامر بعدم استخراج تأشيرات لأى سوري.. قلت: الشاى برد والشتاء فى مصر لا تصدق أنها باردة, فالمحبة ترتفع درجاتها بالمطر, وتخرج أغنياتها بالصيف.. غنت إلى جوارنا بالمقهى فيروز "حبيتك بالصيف.. حبيتك بالشتا.. وعيونك الصيف.. وعيونى الشتا". قال صديقي: عيون الشام صيف وحريق.. ولم يُكمل. فقلت يا أخى وعيون كل مصر لها شتاء ومطر, ووجع لا يستقر.
أيها المصريون يعطيكم العافية, وأيها الخليجيون المحترمون يعطيكم العافية.. وأيها الشوام يعطيكم العفو قبل العافية..
يا أصدقائي: الشام أعلى بلد جاء ذكرها عبر تاريخنا, وبين سطور أوراق سنة نبينا - صلى الله عليه و سلم - وهى درع الإسلام الحصينة.. وستظل حصينة.. ولو تلاحمت مصر بالشام,فلا حاجة لاستسلامنا لخيار السلام.. رحم الله القائد إبراهيم باشا, الذى قصد حلب الشام قبل مائتى عام, قادمًا من مصر, فارتعدت الدنيا, وما كان لها أن تنام, فأقرئ أعرابنا من ابن تيمية السلام.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق