Translate

الاثنين، 28 يناير 2013

رفض الهالات والقداسة عن الرؤساء والحكام


فالإسلام لا يقدس الحكام أو الرؤوساء أو أهواء الأمراء أو الولاة, وبعبارة أوضح وأعم, الإسلام لا يقدس الأشخاص, أو أهواءهم, فلا عبرة لذلك البتة, فالأصل في الشريعة أن: المصالح المجتلبة شرعاً والمفاسد المستدفعة, إنما تعتبر من حيث تُقام الحياة الدنيا للحياة الآخرة لا من حيث أهواء النفوس في جلب مصالحها العادية, أو درء مفاسدها العادية, حتى أن النبي صلىَّ الله عليه وسلم على كرامة منزلته كان يقول في حق تقديس الأشخاص والأفراد ولو كان هو ذاته, لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم , فإنما أنا عبده , فقولوا عبد الله ورسوله.
وهذا التقديس أو الإطراء قد يصل إلى مرحله عبودية الفرد الحاكم أو ما يمكن أن نسميه حكم المطلق, وأن يصل حال الحاكم المعبود إلى وثن وصنم يعبد من دون الله, بعدما تم تركيز السلطة عسكرياً وسياسياً وأمنياً في شخص رئيس الدولة يقول الأستاذ محمد قطب: فأما الحقوق السياسية التي تفاخر بها الديمقراطية, فقد كان الإسلام أول من أزال القداسة عن الحاكم, بإفراد الله بالألوهية والربوبية, فلا يعبد إلا الله ... ولاحاكم له حق التشريع إلا الله.
فطبيعة الحكم في الإسلام أن يرفض أن يعطي طابع الشخصية للمؤسسة الحاكمة, فهي مؤسسة لا شخصنة بها وهذا يساعد على محاسبة الحكام والحكومة والنظام بأسره, إذا كان هناك خروج عن الشرع, وعن الدستور المتفق عليه, بل لابد أن يكون هناك إحساس بخطر المسؤولية الملقاه على عاتق الحاكم أو الحكومة, ولعل قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: لو ماتت شاة على شاطئ الفرات ضائعة, لظننت الله عز وجل سائلي عنها يوم القيامة مايوضح ذلك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق