المراقب لتحركات بعض القوى والرموز السياسية, سواء الجديدة او القديمة, وسواء ذات
المرجعيات والمصالح المتشابهة أو المختلفة, أو حتى المتضادة, يلحظ أن يداً أو عقلاً أو جهة تقوم
بدور التنسيق فيما بينها, وكل يوم يمر علينا بل كل ساعة, يظهر جديد فى خريطة تلك التحالفات
التى سرعان ما تتشكل, ثم سرعان ما تنهار ..
حدث ذلك فى الحرب على الدستور, وحدث أيضاً فى الزحف نحو قصر الاتحادية وتسلق
أسواره, ويحدث اليوم بمناسبة الاعداد لانتخابات مجلس النواب القادمة ..
وتتميز تلك التحركات بالظهور الاعلامى القوى, ثم الإنفاق المالى الضخم فى الشارع, ثم
استصدار عدد من الأحكام القضائية, ثم النزول على لا شئ ..
كما تتميز أيضاً بالتصريحات القاطعة الحاسمة المانعة مثل " لن يمر الدستور " " لن يتم الاستفتاء
أبداً " "الرئيس سقط فعلاً " "النظام فقد شرعيته" ثم تتدرج التصريحات هبوطاً الى أن تصل لما
وصل إليه عبد الفتاح القصرى فى حلفانه المتكرر أمام زوجته الذى يسقط فى كل مرة ..
ثم إن اليد أو العقل أو الجهة التى تقوم بدور التنسيق, تحرص دائماً ألا تظهر فى الصورة, انها
موجودة, ولكنها مستترة, إن لها كلمة على من تحركهم, ولها خاطر, ولديها قوة واتصالات
وخزائن..
إن عدداً من اللاعبين السياسين الحاليين كانوا نجوماً يوما ما فى أمريكا .. وبعضهم فى انجلترا ..
وبعضهم كان يتعامل فقط مع العرب .. صدام حسين ومعمر القذافى .. ولكن ذكاء تلك الجهة
المحركة أنها استطاعت أن توحد بينهم وأن تؤلف بين قلوبهم ! وأن تضم إليهم الخليج أو
تضمهم إليه ..!
وبنهاية شوط الانتخابات النيابية القادمة سوف تنكشف أسرار كثيرة .. فقط بمجرد إعلان
النتائج .. وربما قبلها ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق